تتبعنا
المتكلمين
|
|
|
|
الجمر الملتهب! |
القدِّيس أغسطينوس |
|
أما أنتم فكنتم أمواتًا في معاصيكم وخطاياكم (أف 2: 1).
|
عندما يرسل الرب جمره (الملتهب نارًا). يتحطم ما قد بُني فينا للشر. وإذ يتطهر هذا الموقع يقوم بناء الهيكل، المسكن، حيث يفيض فيه نوع من السعادة تنبع عن الأبدية. لكنني لست أريد أن تفقدوا ما يعنيه المرتل بالحديث عن "الجمر" (مز 120: 4). الرجوع إلى الرب هو عبور من الموت إلى الحياة. قبل أن يشتعل الجمر يلزمنا القول بأن الفحم ميت، وإذ يلتهب بالنار ندعوه حيًا. هذه صورة رائعة للتغير الذي يحدث حين يعود رجل أو امرأة إلى الرب بعد أن كان ميتًا. أحيانًا نسمع الناس يقولون بتعجب: "يلزمك أن تراه كما كان عليه قبلاً، لقد كان سكيرًا، وكانت حياته مخجلة". أو يقولون: "لقد أحب الحياة الصالحة". أو "كان أكبر مخادع التقيتُ به". ثم يضيف القائلون بعد ذلك: "لسنا نصدق ما هو عليه الآن. إنه يخدم الله بكل غيرة، وها أنت تعلم أنه يعيش في جو من البراءة. كأن كل ما قد حدث قبلاً لم يكن له وجود". ما هو وجه العجب؟ فقد كان الخاطئ ميتًا، والآن هو جمر حيّ. الروحيون الذين يعرفون تلك الحقائق الروحية يبكون على مثل هذا كمن كان ميتًا، والآن إذ يرونه حيًا يُبتلعون بالفرح! يوجد شيء في هذا المثال أود أن تطبقوه على أنفسكم. لقد صرنا مبتهجين نسبح الله، إذ نرى قطعة الفحم قد أمسكت بها النار. لكننا إن كنا حكماء يلزمنا أن نبحث في غيرة عن ما في داخلنا، وقد انطفأ. كونوا مستعدين ومتسلحين بكلمة الله. لكي تتحولوا إلى الله يلزمكم أن تحاربوا طريقكم القديم، الصوت المخادع في داخلكم . فليلهب روحك الناري قلبي، فيتحول من فحم ميت إلى جمرٍ متقدٍ. ليشرق روحك بنوره في داخلي، فأرفض كل صوت خبيث يخدعني للانحراف عنك. أقوم وأخرج من ظلمة القبر، وأتمتع بك يا أيها القيامة والنور!
|
|
|
|
|
فقط القى بنفسك
|
خرج الأب ليشترى بعض الأشياء, وترك إبنه وحيدا فى المنزل ... وبعد فترة من خروجه حدث حريق فى المحل أسفل المنزل منع السكان من الخروج, واضطرب السكان وخاف الجميع ... وابتدءوا يلقون بأنفسهم من الشرفات, أو يصنعون من الأغطية حبالا وينزلون, والدخان الأسود يتصاعد و يحجب عنهم الرؤية.
رجع الأب وشاهد إبنه حبيبه يقف على سور الشرفة والدخان المتصاعد يحيط به, ولا يقوى على عمل أى شىء, والنيران تقترب منه.فنادى الأب على أبنه : "يا إبنى يا حبيبى أتسمعنى؟ ... أنا والدك إنى أراك ولكنك لا ترانى لأن الدخان يعمى عينيك, فلا تخف أنا هو, ثق فى و إرمى بنفسك وستجد أحضانى فى إنتظارك."
سمع الإبن الصوت ... صوت أبيه الذى يحبه ولكنه خاف وتردد, وابتدأ يفكر فى إحتمالات كثيرة !!! ... قال الإبن : "لا أستطيع يا أبى, لا أقدر أن أرمى بنفسى, من الأفضل أن أعمل مثل باقى السكان, فأصنع حبالا من الأغطية وأحاول الوصول إليك بها, ولكنها قد تحترق, أو أنتظر قليلا فقد تبتعد النيران عن الشرفة, ولكن هذا غيرمؤكد آه يا أبى ... لست أدرى ماذا أفعل, إنى خائف."
وهنا صاح الأب بصوت كسير وحزين, ولكنه مفعم بالحب : "إذا كنت تحبنى وتثق فى إرمى بنفسك, لا تفعل شيئا ولا تحاول أن تفعل. فقط ثق ولا تخف, إنى أراك يا إبنى, وسأمسك بك وآخذك فى أحضانى, إنى فاتح ذراعى وأحضانى فى إنتظارك. هيا لا تضيع حياتك, أرجوك بل أتوسل إليك يا إبنى"
وأغمض الإبن عينيه وترك كل محاولاته العقيمة, ورمى بنفسه فى وسط الدخان, واثقا من أبيه, لأنه لم يكن هناك أى منقذ آخر. وفجأة ... وجد الأبن نفسه فى أحضان أبيه الذى قال له بحب وعتاب : "يا أبنى لماذا شككت؟.. ألا تعرف أنى أحبك وإنك جزء منى"..فنظر إليه الإبن والدموع فى عينيه فرحا بأحضان أبيه ونادما على عدم ثقته فيه
عزيزى القارئ
أليست هذه هى قصة كل واحد منا ... نار الأبدية تقترب منا,ودخان العالم يعمى أعيننا ويخنقنا, ونحن نحاول نصنع حبالا واهية نتعلق بها, والرب ينادى علينا فهل نسمع صوته ونثق فيه"خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى, وأنا أعطيها حياة أبدية لن تهلك إلى الأبد, ولايخطفها أحد من يدى"
|
|
|
|
|